رغم إحراز الكثير من البلدان تقدُّماً هائلاً في معدل إلحاق الأطفال بالمدارس، فإنه لا يزال هناك الكثير مما يتوجب فعله لضمان تعلُّم الأطفال بشكل فعال وتزويدهم بالمهارات اللازمة لشغل الوظائف في المستقبل. في كلمتها الافتتاحية، تحدثت أنيت ديكسون نائبة رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون التنمية البشرية عن التحدي المتمثل في أن 60% من الأطفال بالمدارس الابتدائية في البلدان النامية لا يحققون الحد الأدنى من المهارات في القراءة والكتابة ومبادئ الحساب. وشددت على أن التصدي لذلك بشكل فعّال يتطلب أن تعرف البلدان حالة جودة التعليم لديها ومدى بُعدها عن ضمان تعلُّم جميع الطلاب. في المناقشة الأولى، حثت وزيرة الدولة للتنمية الدولية بالمملكة المتحدة، بيني موردانت، البلدان على التركيز على تحسين نواتج التعلُّم والتعليم الفني بمساندة القطاع الخاص. وأكدت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف، على ضرورة تقديم "حزمة للتعلُّم" تشمل محو الأمية، والمهارات القابلة للنقل، وروح المبادرة، والمهارات اللغوية بالإضافة إلى المهارات الرقمية التي ستساعد في إعداد الشباب لدخول سوق العمل. وأشار جاكوب جوسو صفا، وزير المالية في سيراليون، إلى أن الصراعات التاريخية في بلاده تسببت في نقص ثروة رأس المال البشري، وهو ما يتطلب استقدام عمال من بلدان أخرى لسد هذه الفجوة. وشدد جاكوب على ضمان تمتُّع كل طفل بالحق في الحصول على تعليم جيد، لاسيما الأطفال ذوي الإعاقة. وشجَّعت جوليا غيلارد، رئيسة الشراكة العالمية من أجل التعليم، على تبادل أفضل الأساليب المتبعة في البلدان لتحقيق الاستفادة المتبادلة، وشددت على تنسيق التمويل لتحسين الفاعلية. تم عرض فيديو يتحدث فيه المتأهلون للتصفيات النهائية في مسابقة صحيفة فاينانشال تايمز ومدونة البنك الدولي للتعليم الأخيرة لإبراز كيف يرى الشباب مستقبل التعليم. وتسلَّمت الفائزتان، وهما نهي دوان من فييتنام وعمرها 17 عاماً وإيشيتا غوبتا وعمرها 16 عاماً، الجائزة على المنصة وسط تصفيق الحضور لهما على أفكارهما القيمة. وفي الحلقة النقاشية الثانية، أشارت ماري قعوار وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية إلى أنه حتى مع تدفق اللاجئين من سوريا، يحصل جميع أطفالهم على الحق في التعليم، وهو ما تحقق جزئياً من خلال المدرسين المساعدين السوريين والأردنيين الذين يعملون بشكل وثيق مع المدارس والمجتمع المدني والهيئات الحكومية لكي تسير العملية التعليمية. وأشار ألن بلو، الشريك المؤسس لشبكة لينكد إن، إلى الحاجة إلى مهارات مثل العمل الجماعي والاتصالات لكي تكمِّل المهارات الفنية. وفي الختام، قالت أنيت إن العناصر الأربعة الضرورية لتحقيق الدور المنتظر من التعليم للجميع هي: إعداد المتعلمين ودعمهم، وتحفيز المعلمين وتدريبهم، وتوفُّر تكنولوجيا فعالة وشاملة، إلى جانب وجود قيادة وإدارة قائمة على الجدارة بحيث يتمكَّن جميع الطلاب من تعلُّم المهارات التي ستعجز الآلات عن تدريسها.